[تنويه هام جدا للإخوة الباحثين العرب:
الموضوع الراهن جزء من بحث تم نشره ضمن أشغال مؤتمر علمي وقد تم وضعه هنا ليستفيد منه طلبة الدراسات العربية ضمن سلسلة دروس ومحاضرات]
كان التفكير في المعنى وطرائق تشكله ومستوياته التعبيرية
والدلالية ودرجات التفاعل معه أساس النظر في التواصل والبحث في مستوياته
التفاعلية، وقد تميز النظر الفلسفي، عن غيره، بمقاربة سعت إلى البحث في ذلك من
زاوية وبأدوات أكثر عمقا ونجاعة، لكون أصحابه لم يكتفوا بالوقوف عند علاقة التفاعل
بين الشاعر والمتلقي، كما لم يرتهنوا بالإنجاز الكلامي للغة، وبطرائق التعبير
اللفظي عبر الصوت، بل تجاوزا ذلك إلى ماهو أبعد، بحيث نظروا للعلاقة التواصلية
والنشاط التفاعلي من مستويات متعددة تتصل بعلاقة الذات المبدعة بالعالم الخارجي
والنشاط الإدراكي لهذا العالم والمظهر التعبيري الذي يتخذه ذلك النشاط بمستوياته
اللفظية والدلالية والخطية، وطبيعة التفاعل من خلال هذه العناصر والمستويات مع
الذوات الأخرى، عبر الكلام من جهة، وعبر
الكتابة وأشكال التعبير الخطي من جهة أخرى، ليصبح بذلك الخط وسيلة تواصلية
جديدة تنقل المعرفة بين الناس وتمكن من تحقيق التفاعل بينهم.