الثلاثاء، 4 يناير 2011

اللغة العربية والفكر: ترجمة الكتب الأرسطية أنموذجا



اللغة العربية والفكر:  ترجمة الكتب الأرسطية أنموذجا
1- تقديم:
تعتبر العلاقة بين اللغة والفكر من أبرز الإشكالات التي عنيت بمقاربتها الدراسات اللغوية والفلسفية والنفسية وغيرها، فسعت إلى البحث في أوجه التفاعل بينهما وحدوده، وبيانِ أسبقية أحدهما على الآخر، كما حرصت على كشف أبرز العمليات الذهنية والنفسية التي يقوم بها الإنسان خلال لحظة إنتاجه لخطاب ما، والنظر في طرائق انتقال الأفكار والتصورات من لغة إلى أخرى وشرائطه العلمية والمنهجية الدقيقة .
ولئن كانت الدراسات الحديثة أكدت أن اللغة وسيلة للتواصل، فقد انتهت أيضا إلى أن من العلامات الدالة على قوتها وحيويتها قدرتها على استيعاب علوم عصرها ونقل المصطلحات والمفاهيم المتصلة بمعارفها؛ فحياة اللغة رهينة بتفاعلها مع شرطها التاريخي ومواكبتها لمستجداته العلمية والفنية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها... وحين تكف عن نقل المعرفة المتجددة عبر ابتكار "أسماء" وتوصيفات جديدة لمعطياتها وعناصرها تصبح جامدة وفاقدة لأية فاعلية.