الأحد، 17 مايو 2009

الشعر والشعرية عند محمد الحبيب الفرقاني



                                            
                                              « القصيدة جمال ، ولايمكن أن تكون جميلة ، إلا وهي تتحدث عن جمال ، وتصدر عن جمال ، وتعانق جمالا وتدعو إليه . حيثما كان الجمال ، وحيثما يجب أن يكون .. في الطبيعة أم في الإنسان ، أم في علائق الحياة الجميلة بينهما.»            الحبيب الفرقاني


       تمهيد:                                               
      لم يكن محمد الحبيب الفرقانـي مجرد شاعر، وإنمـا كان علاوة على ذلك ناقدا للشعر والشعـراء، ومنظرا لحركية القصيدة العربية- والمغربية خاصة- ومقاربا لتحولاتها البنيوية والفنية عبر رصد أبرز الملامح الشكلية والإيحائية التي وسمت سيرورتها التاريخية وطبعت صيرورتها الجمالية.
      ولذلك، ففضلا عن بعض مقالاته الأدبية التي نشرها في الصحف والمجلات، وعبر فيها عن تصوره للشعر وتقويمه للنتاج الشعري بالمغرب خلال الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن العشرين، كان يستهل أغلب مجموعاته الشعرية بمقدمات يعرض فيها تصوره للشعر، وضرورته الجمالية والاجتماعية، ويقوم فيها حركة القصيدة المغربية وتحولاتها في ضوء المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي كانت تعتمل في الواقع المغربي آنذاك .

السبت، 18 أبريل 2009

الشعر في العصر الأموي الأساليب... ومظاهر التجديد

جامعة القاضي عياض                             شعبة العلوم الإنسانية والآداب والفنون
الكلية متعددة التخصصات- أسفي                                مسلك الدرسات العربية

أدب إسلامي أموي- الفصل الخامس
الشعر في العصر الأموي
الأساليب... ومظاهر التجديد

(مطبوع دراسي)
  

ذ. مولاي يوسف الإدريسي



        مقدمة
شهد العصر الأموي )من41هـ إلى 132هـ( صراعات "عاصفة" أثرت في مختلف مناحي الحياة ومستوياتها السياسية والفكرية والاجتماعية، وقد كان للشعراء في هذا العصر نصيب من تلك الصراعات، بحيث انخرطوا فيها، فخاضوا في الخلاف المذهبي الذي كان محتدا بين المتكلمين والفقهاء حول بعض القضايا الدينية المحضة، وتلك التي كانت تحكمها خلفيات "سياسية"، وهو ما جعلهم يصوغون قصائد هامة أسهمت في بلورة بعض المواقف من التحولات والتجاذبات التي كانت معتملة في الواقع، فأثروا بذلك الشعر العربي في هاته اللحظة بمضامين وموضوعات عديدة، وملامح أسلوبية جديدة لم يكن له عهد بها من قبل.

الأربعاء، 15 أبريل 2009

النقد المُبَكِّر عند العرب في منظور الدارسين المحدثين

النقد المُبَكِّر عند العرب في منظور الدارسين المحدثين

                                                                  يوسف الإدريسي- المغرب
         
« (...) وقد نقل الرواة من ذلك الشيء الكثير لكنه مفرق في الكتب، لو تتبعه متتبع متمكن من الكتب الواقع فيها ذلك لاستخرج منه علما كثيرا موافقا للقوانين التي وضعها البلغاء في هذه الصناعة.»
                      حازم القرطاجني، منهاج البلغاء وسراج الأدباء.
        تقديم:
مثلت الثلاثينيات من القرن العشرين لحظة دقيقة في دراسة النقد العربي القديم والتأريخ له، فلم تقتصر على البحث في متونه وإخراج نصوصه وتحقيقها، بل انشغلت أيضا بالتساؤل حول نشأته وبدايات تشكله، وهو مطلب علمي كان ضروريا، واقتضى منهم الحفر عميقا في التراث العربي القديم، لرصد المواقف الجمالية والأحكام النقدية المُبَكِّرَة الدالة على بداية تبلور التفكير النقدي عند العرب، إلا أنه صادف حدثا دقيقا في تاريخ الثقافة العربية الحديثة تمثل في صعود تيارات فكرية متباينة ينطلق كل واحد منها من مواقف مغايرة من التراث، ويحمل "إيديولوجية" خاصة، ويسعى إلى تمريرها وتأكيدها من خلال تبني إجابة محددة عن سؤال نشأة نقد الشعر عند العرب.

الاثنين، 6 أبريل 2009

الأدب : المفهوم، النشأة والوظيفة



جامعة القاضي عياض                                                شعبة العلوم الإنسانية والآداب والفنون
الكلية متعددة التخصصات                                                         مسلك الدرسات العربية
           آسفي                                                   مدخل إلى دراسة الأدب ومناهجه- الفصل الأول

الأدب : المفهوم، النشأة والوظيفة
(مطبوع دراسي)

1-   ماهية الأدب
2-  الأدب: من المفهوم إلى المصطلح
3-  نشأة الأدب
4-   وظيفة الأدب




ذ. مولاي يوسف الإدريسي



    مقدمة
        قبل الحديث عن مفهوم الأدب، وعرض أبرز التصورات الفكرية والإشكالات النظرية والمنهجية والآليات التحليلية التي تقترحها المناهج الحديثة لدراسة النتاجات الأدبية، من الموائم الوقوف أولا عند كلمة "أدب" لتحديد المعنى الاصطلاحي الذي تنطوي عليه، وكشف تطور دلالاتها المفهومية عبر مختلف أزمنة اشتغالها وسياقات توظيفها.
       ذلك أن المصطلحات مفاتيح العلوم، يلج بها الباحث إلى مضامينها النظرية، ويتمثل أنساقها المفهومية، وكلما كانت المصطلحات واضحة الدلالة دقيقة التعريف إلا وتيسرت سبل إدراك التصورات والقضايا التي تتصل بموضوعها، وفي المقابل، كلما كانت مبهمة المعنى فضفاضة التحديد إلا وغمضت ماهيتها واستعصت على الفهم والتمثل.
      وإذا كان تاريخ الأدب هو تاريخ أفكار وتصورات جمالية، فإنه أيضا وأساسا تاريخ أنساق مفهومية، إذ إن نشأة الأدب وتطوره ساوقتهما جملة من المصطلحات والمفاهيم التي كانت تختلف تحديداتها وتتنوع بالنظر إلى طبيعة الانشغالات العلمية والأسئلة الكبرى التي سادت في الأزمنة الثقافية والسياقات المعرفية التي نشأت فيها وتطورت ضمنها.
      ومن الجدير بالملاحظة في هذا السياق أن المفاهيم والمصطلحات التي كانت ترتبط بالأدب لم تكن كلها على قدر واحد من الوضوح والدقة، فمنها ما كان حده مضبوطا ودلالته بَيِّنة، ولا يثير من ثمة أي إشكال في مقاربته وتحليله، ومنها ما كان يستعصي على الضبط والتحديد، لكونه ذا طابع إشكالي، ويحتاج إلى مقاربات عديدة، ومن زوايا متنوعة، لملامسة ماهيته وإبراز طبيعته النظرية، وخلفياته المعرفية، وحدوده الإجرائية.
      فما الأدب؟ وما مصدره؟ وما عوامل نشأته؟ وما الفروق الاصطلاحية والإجرائية بينه وبين المصطلحات التي تنتمي إلى شبكته المفهومية؟ وما أنواعه وأجناسه؟ وما طبيعته الفنية؟ وما وظائفه النفسية والجمالية والثقافية؟ وما هي أبرز مجالات دراسته والاتجاهات النظرية والمنهجية الكبرى في مقاربته ؟

الأربعاء، 14 يناير 2009

قضية الإبداع الشعري في النقد القديم


قضية الإبداع الشعري في النقد القديم
(مطبوع دراسي)


ذ. مولاي يوسف الإدريسي
مقدمة
ظلت "الشاعرية" موضوعا مستأثرا بالاهتمام والتساؤل في الفكر الإنساني، وقد دلت مختلف مقارباتهـا على حيـرة الإنسان الكبيرة أمام الغموض الذي يكتنفها ويسم تجلياتها؛ إذ كيف يتأتى لبعض الأفراد المماثليـن لكل الناس –ظاهريا- أن يبهروا الأسماع ويسحروا الألباب بما يمتلكون من قدرة خارقة على رؤية ما لا تدركه كل الأذهان، ومن طاقة فائقة على تصريف الكلام وصياغته بأساليب إيحائية وتصويرية بديعة ؟ ولماذا ليس في متناول كل الناس أن يضربوا بسهام من الشعر، وأن يقولوا مثل ما يقوله الآخرون؟ ثم لماذا يستعصي حتى على أولئك الممتلكين لتلك القوة الغامضة قول الشعر في كثير من الأحيان، فيغرقون في صمت كئيب وحارق؟