جامعة القاضي عياض شعبة
العلوم الإنسانية والآداب والفنون
الكلية متعددة التخصصات مسلك الدرسات العربية
آسفي مدخل إلى دراسة الأدب ومناهجه- الفصل
الأول
الأدب : المفهوم، النشأة والوظيفة
(مطبوع دراسي)
1- ماهية الأدب
2- الأدب: من المفهوم إلى المصطلح
3- نشأة الأدب
4- وظيفة
الأدب
ذ. مولاي يوسف الإدريسي
مقدمة
قبل
الحديث عن مفهوم الأدب، وعرض أبرز التصورات الفكرية والإشكالات النظرية والمنهجية والآليات
التحليلية التي تقترحها المناهج الحديثة لدراسة النتاجات الأدبية، من الموائم
الوقوف أولا عند كلمة "أدب" لتحديد المعنى الاصطلاحي الذي تنطوي عليه، وكشف
تطور دلالاتها المفهومية عبر مختلف أزمنة اشتغالها وسياقات توظيفها.
ذلك أن المصطلحات مفاتيح العلوم،
يلج بها الباحث إلى مضامينها النظرية، ويتمثل أنساقها المفهومية، وكلما كانت
المصطلحات واضحة الدلالة دقيقة التعريف إلا وتيسرت سبل إدراك التصورات والقضايا
التي تتصل بموضوعها، وفي المقابل، كلما كانت مبهمة المعنى فضفاضة التحديد إلا
وغمضت ماهيتها واستعصت على الفهم والتمثل.
وإذا كان تاريخ الأدب هو
تاريخ أفكار وتصورات جمالية، فإنه أيضا وأساسا تاريخ أنساق مفهومية، إذ إن نشأة
الأدب وتطوره ساوقتهما جملة من المصطلحات والمفاهيم التي كانت تختلف تحديداتها
وتتنوع بالنظر إلى طبيعة الانشغالات العلمية والأسئلة الكبرى التي سادت في الأزمنة
الثقافية والسياقات المعرفية التي نشأت فيها وتطورت ضمنها.
ومن الجدير بالملاحظة في هذا
السياق أن المفاهيم والمصطلحات التي كانت ترتبط بالأدب لم تكن كلها على قدر واحد
من الوضوح والدقة، فمنها ما كان حده مضبوطا ودلالته بَيِّنة، ولا يثير من ثمة أي
إشكال في مقاربته وتحليله، ومنها ما كان يستعصي على الضبط والتحديد، لكونه ذا طابع
إشكالي، ويحتاج إلى مقاربات عديدة، ومن زوايا متنوعة، لملامسة ماهيته وإبراز
طبيعته النظرية، وخلفياته المعرفية، وحدوده الإجرائية.
فما الأدب؟ وما مصدره؟ وما عوامل نشأته؟
وما الفروق الاصطلاحية والإجرائية بينه وبين المصطلحات التي تنتمي إلى شبكته
المفهومية؟ وما أنواعه وأجناسه؟ وما طبيعته الفنية؟ وما وظائفه النفسية والجمالية
والثقافية؟ وما هي أبرز مجالات دراسته والاتجاهات النظرية والمنهجية الكبرى في
مقاربته ؟