الجمعة، 26 أكتوبر 2012

الأدب الإسلامي : الخصائص والمميزات

              
    لم يكن غريبا أن يؤثر القرآن الكريم ببراعة أسلوبه وقوة بيانه في أفئدة المسلمين ، وأن يهب الشعراء والخطباء لمحاكاته في أساليبه وتراكيبه وصوره البلاغية ،فقد أثر في  بداية الدعوة الإسلامية في كل من أصغى السمع إليه، ورويت حكايات كثيرة عن درجة تأثيره في النفوس والعقول، من ذلك ماروي عن الوليد بن المغيرة- وكان من أكثر الكفار معاداة للإسلام- بحيث إنه لما سمع الرسول (ص) يتلو بعض آي القرآن الكريم ، توجه إلى نفر من قريش   فعبر عن شدة افتنانه بكلام الله تعالى قائـلا : « والله لقد سمعت من محمد كلاما ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن ، وإن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق» .

الأحد، 8 أبريل 2012

شعرية الحكاية السيرية [1]


قراءة أولية في كتاب إبراهيم صادوق: في رحاب المحاماة، مقاطع من سيرة ذاتية

     مما لاغرو فيه أن قيمة كتاب الأستاذ النقيب:إبراهيم صادوق تكمن في وعيه النظري ومسعاه الوظيفي باعتباره عمـلا لا يمكِّن من بناء الذاكرة والحفاظ على ما يؤثثها من أحداث ومواقف فحسب، وإنما يساهم في إغناء مهنة المحاماة وتطويرها،عبر كتابة سيرة ذاتية تعكس لحظات هامة من تاريخ المحاماة بالمغرب.
    ففي رأيه أن المحاماة ليست مجرد مهنة، يسهل تأديتها بعد تحصيل قواعدها وسَننها بالتكوين العلمي والأكاديمي، وبالتمرين في مكاتب المحامين ، والتردد على المحاكم ومتابعة جلساتها فقط، ولكنها فن أيضا يرتهن على الإبداع والتخييل لاستدراج فكر القاضي وتحريك عاطفته وخياله إلى طرف أو دعوى دون أخرى، وهذا ما عبر عنه بقوله في ثنايا كتابه: « المعرفة دون إبداع صخرة جامدة تنكسر فوقها أمواج الطموح والأمل، وملكة الإبداع في حقل المحاماة ، كما في غيره، بوصلة ومنارة هادية إلى التميز والنجاح » (ص23)

الثلاثاء، 10 يناير 2012

قضايا النقد في خطاب علم النفس



قراءة في كتاب د. عبد العزيز جسوس: خطاب علم النفس في النقد الأدبي العربي[1]

    صدر مؤخرا كتاب هام للدكتور عبد العزيز جسوس تحت عنوان: خطاب علم النفس في النقد الأدبي العربي[2]، والكتاب من الحجم الكبير ويقع في 226 صفحة، وبالنظر إلى أهمية ما جاء فيه نقدم بين يدي القارئ قراءة لأبرز ما جاء فيه.

     ظل أمر النفس يشغل تفكير الإنسان منذ القدم، لما للكشف عن طرق إدراكها وتفاعلها مع العالم من أهمية في فهم الذات، ومعرفة جوهر الإنسان. ولذلك فقد اعتبر العلم بالنفس – في الفلسفات القديمة- أفضل وأهم من سائر العلوم ، لكونه يمكن الإنسان من علم ذاته، ومعلوم أنه إذا علم ذاته علم سائر الأشياء التي تعلوه، والتي هي أدنى منه، ولكونه أيضا يرقى بالمعرفة الإنسانية  إلى «علم الجوهر الشريف الحقي». والدليل على أن من علم ذاته، علم سائر الأشياء، أن الأشياء لا تخلو من أن يكون العلم بها واقعا تحت القوى، والقوى كلها للنفس،والذي يعرف  النفس يعرف قواها، والذي يعرف قواها، يعرف الأشياء الواقعة تحت قواها، فمن عرف  النفس عرف الأشياء كلها»[3].