الجمعة، 26 أكتوبر 2012

الأدب الإسلامي : الخصائص والمميزات

              
    لم يكن غريبا أن يؤثر القرآن الكريم ببراعة أسلوبه وقوة بيانه في أفئدة المسلمين ، وأن يهب الشعراء والخطباء لمحاكاته في أساليبه وتراكيبه وصوره البلاغية ،فقد أثر في  بداية الدعوة الإسلامية في كل من أصغى السمع إليه، ورويت حكايات كثيرة عن درجة تأثيره في النفوس والعقول، من ذلك ماروي عن الوليد بن المغيرة- وكان من أكثر الكفار معاداة للإسلام- بحيث إنه لما سمع الرسول (ص) يتلو بعض آي القرآن الكريم ، توجه إلى نفر من قريش   فعبر عن شدة افتنانه بكلام الله تعالى قائـلا : « والله لقد سمعت من محمد كلاما ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن ، وإن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق» .

 وقد دفع إحساس الكفار إبان نزول الوحي بأسر القرآن وحلاوته وبأنه يفرض إعجازه على كل من سمعه  إلـى تحذيـر الناس من إصغاء السمع إليه، والتشويش على الرسول (ص) حتى لايستمع إليه وهـو  يتلو كلام الله تعالى ،يقولون ( لاتسمعوا لهذا القرآن . وألغوا فيه لعلكم تغلبون )فصلت،62.                                                                                                                                  
    ولما استحكم الإسلام في الأرض وآمنت بالقرآن النفوس وأقرت بإعجازه ، أخذ الشعراء  والخطباء يحاكونه في أسلوبه ويستمدون منه معانيه الدقيقة وصوره البديعة وأساليبه العذبة ،  فتحولت الخطب والأشعار في صدر الإسلام إلى معارضات لآي الذكر الحكيم ، إذ لا تكاد تخلو قصائد الشعراء الإسلاميين من أثر واضح لكثير من الآيات القرآنية في المعجم والتركيب والأسلوب والدلالة  .
      فقد ابتدع القرآن أسلوبا محكما  سهلا وممتنعا « يلذ الآذان حين تستمع له والأفواه حين تنطق به والقلوب حين تصغي  إليه (...) وهذا الأسلوب البالغ الروعة الذي ليس له سابقة ولا لاحقة في العربية هو الذي أقام عمود الأدب العربي منذ ظهوره ، فعلى هديه أخذ الخطباء والكتاب والشعراء يصوغون آثارهم الأدبية مهتدين بديباجته الكريمة وحسن مخارج الحروف فيه ، ودقة الكلمات  في مواضعها من العبارات بحيث تحيط بمعناها ، وبحيث تجلي عن مغزاها ، مع الرصانة والحلاوة وكان العرب – ولا يزالون – يتحفظونه ، فهو معجمهم اللغوي والأدبي الذي ساروا على هداه ، مهما اختلفت أقطارهم أو تباعدت أمصارهم وأعصارهم ...» [د.شوقي ضيف: العصر الإسلامي ، سلسلة تاريخ الأدب العربي ، دار المعارف ،ط7، د.ت ، ص 33-34.]
      ومن التجليات الأولى لتأثر الشعر الإسلامي بالقرآن الكريم  تخلي كثير من الشعراء عن العصبية القبلية، وعن منطق الانتماء القبلي الذي كان يحكم مدائح الشعراء وأهاجيهم ، وتبنيهم للتقسيم الذي أحدثه القرآن وميز فيه بين المسلمين والكفار؛ فلم يعد الشعراء يفخرون بقبيلتهم ، وإنما صاروا يعتزون  باتباعهم الرسول ويتباهون بدخولهم  في الإسلام، فيمدحون النبي الكريم وأتباعه الصادقين، ويهجون  كفار قريش، وقد ذكر الأصفهاني أن حسانا وكعبا « كانا يعارضان شعراء قريش بمثل قولهم بالوقائع والأيام والمآثر  ويعيرانهم بالمثالب ، وكان عبد الله بن رواحة يعيرهم بالكفر ، فكان في ذلك الزمان أشد القول عليهم قول حسان وكعب وأهون القول عليهم قول ابن رواحة ، فلما أسلموا وفقهوا الإسلام كان أشد القول عليهم ابن رواحة »
     وقد كان الأمر كان طبيعيا ، لأن حسانا وكعبا كانا يطعنان في أنسابهم وأحسابهم  ، ويعيران ساداتهم وفرسانهم بالفرار من الحرب ، بينما كان  يعيرهم ابن رواحة  بالكفر وعبادة الأوثان وهو ما كانوا يتباهون به  وهم كفار.
       وتبرز المعاني الإسلامية في بعض أهاجي حسان بن ثابت لقريش كقوله :
 هجــوت محمدا فأجبت عنه            وعند الله في ذاك الجزاء 
فإن أبي ووالده وعرضـــي            لعرض محمد منكم وقــــاء
أتهجـــوه ولست لــه بكفء            فشركما لخيركمــا الفــداء
 وقوله أيضا في قصيدة يعير فيها قريشا بهزيمتها يوم بدر :
               فينا الرسول وفينا الحق نتبعه       حتى الممات ونصر غير محدود
              مستعصمين بحبل غير منجدم       مستحكــم مـن حبــال الله ممدود
      وقال ابن رواحة :
               نجالد الناس عن عرض فنأسرهم             فينا النبـي وفينا تنـــزل   الســــــور
               وقـد علمتـــم بأنـــا ليــس غالبنــــا             حي من الناس إن عزوا وإن كثروا
               يا هاشم الخير إن الله فضلكـــم                علــى البريــة فضـلا مالــــه غيـــــر
                 فثبت الله ما آتاك مــــن حســـــن             تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا
     وفي عهد الرسول (ص) أخذ الشعراء يوظفون في قصائدهم ألفاظا مستمدة من المعجم الديني ، تدعم القيم الإسلامية التي جاء الإسلام لترسيخها في النفس، وتنافح عن دين الله وتشكر له هدايته للناس ، ومثال ذلك ما سطره مالك بن حبيب الثقافي حين أسلم :
                     الحمد لله لا انقطاع له     فليس إحسانه عنا بمقطوع  
     وفي عهد الخلفاء الراشدين تحول الشعر الإسلامي إلى حماسة دينية يهتف بها المسلمون في محاربتهم للكفار والمرتدين، ومن نماذج تلك الأشعار قول أوس بن بجير الطائي :
وليت أبا بكر يرى من سيوفنا              وما تختلي من أذرع ورقاب
  ألم تــر أن الله لا رب غيــره              يصب على الكفار سوط عذاب
ولما توفي أبو بكر« بكاه كثير من الشعراء ، ومن خير ما قيل فيه قول حسان بن ثابت :
إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة             فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
التالي الثاني المحمود سيرته           وأول الناس منهم صدق الرسلا
وثاني اثنين في الغار المنيف وقد           طاف العدو به إذ صعد الجبلا
وكان حب رسول الله قد علموا             خير البرية لم يعدل به رجلا

   أما بالنسبة لشعر المخضرمين فيلاحظ المتصفح له أن أصحابه صدروا في جوانب من قصائدهم «عن قيم الإسلام الروحية التي آمنوا بها وخالطت شغاف قلوبهم » [ د. شوقي ضيف : العصر الإسلامي، ص 68]، فقد كان شعراء الإسلام خاصة : حسان بن ثابت وكعب بن مالك ، وعبد الله بن رواحة يستمدون كثيرا من القرآن الكريم ويستلهمون من آيه في هجائهم للمشركين ، مثال ذلك قول ابن رواحة :
      شهـــــدت بأن وعد الله حق          وأن النار مثوى الكافرينا
                       وأن العرش فوق الماء طاف           وفوق العرش رب العالمينا
                       وتحملــه ملائكـــة كــــــرام           ملائكــة الإلـــه مقربينـــــا
ذلك أن البيت الأول يقتبس الآية 121 من سورة محمد، والتي يقول فيها الله تعالى: ﴿والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى الكافرينا ، بينما يقتبس البيت الثاني  الآية 7 من سورة هود، وهي التي يقول فيها الله تعالى: ﴿ هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء، أما البيت الثالث فيقتبس فيه الشاعر قوله تعالى في الآية 17 من سورة الحاقة: ﴿ ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية .
ويلاحظ المتابع لشعر المرحلة أن الاقتباس أصبح نهج راسخا لدى شعرائها، ومن النماذج الدالة على ذلك قول أبي قيس صرمة بن أبي أنس الأنصاري :
ونعلم أن الله لاشيء غيره        وأن كتاب الله أصبح هاديا
وقول أبي الدرداء:  
                      يريد المرء أن يؤتى مناه         ويأبـــى اللــه إلا مـــا أرادا
                      يقول المرء فائدتي ومالي        وتقوى الله أفضل ما استفادا
 ولم يقتصر الاقتباس من القرآن الكريم على شعراء بعينهم، بل صار طابعا عاما بين كل الشعراء، الذين وجدوا في آي القرآن مادة خاما لصياغة المعاني الشعرية وتقويتها، ويمكن الإشارة إليه هنا عبدة بن الطبيب الذي ذكر له صاحب المفضليات عينية بديعة يوصي في شطر منها أبناءه بتقوى الله وبر الوالدين والحذر من النمام الذي يزرع الضغائن بين الناس ، مستلهما في ذلك كله آي الذكر الحكيم يقول :
                      أوصيكم بتقى الإله فإنه         يعطي الرغائب من يشاء ويمنع
                    وببر والدكم وطاعة أمره         إن الأبـر مـن البنيــن الأطـــوع
                  (...)   إلى آخر القصيدة
     وفي قصيدة أخرى قال  يرثي قيس بن عاصم :
                 عليك سلام الله قيس بن عاصم     ورحمته ما شاء أن يترحما
                 فلم يك قيس هلكه هلك واحــد        ولكنــه بنيان قـــوم تهدمــا
    وفي سياق آخر نرى أن الشاعر سويد بن أبي كاهل اليشكري يستلهم في إحدى أشعاره قوله تعالى: ﴿ولايغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه، وذلك في قوله:
بئس ما يجمع أن يغتابني         مطعم وخم وداء يدرع
  ويحيينـــي إذا لاقيتــــه          وإذا يخلو له لحمي رتع
 ومن الشعراء الذين يبدو أثر الإسلام واضحا في قصائدهم  نهشل بن حري في مراثيه لأخيه مالك، وكان قد قتل بصفين، ومما جاء في إحداها:
                      أناس صالحون نشأت فيهم       فأودوا بعد إلف واتساق
                      أرى الدنيا ونحن نعيث فيها      موليـــة تهيأ لانطـــلاق
                       أعاذل قد بقيت بقاء قيـــس      وما حي على الدنيا بباق
ومن الشعراء الذين كانوا يستمدون من القرآن الكريم النجاشي قيس بن عمرو؛ فقد صدر في إحدى قصائده عن الآية الكريمة : ﴿ ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها وذلك في قوله :
                  هل الدهر إلا تارتان فمنهمــــا         أمـوت وأخــرى أبتغي العيش أكــدح
                 وكلتاهما قد خط لي في صحيفة فلا الموت أهوى لي ولا العيش أروح
  ولئن كان أثر القرآن  في الشعر الإسلامي قد اتخذ هذا المنحى، وصار على هذا النحو، فقد تجسد بصورة أخرى ذات انعكاس مغاير، بحيث وجد بعض الشعراء في قوة البيان القرآني وبراعة إعجازه  سببا للتسليم أمامه بضعفهم وعجزهم عن الاستمرار في الإبداع الشعري، من ذلك ما حدث للشاعر لبيد، فقد أرسل عمر بن الخطاب  إلى المغيرة بن شعبة واليه على الكوفة « أن استنشد من قبلك من شعراء مصرك ما قالوا في الإسلام ، فلما سأل لبيدا عن شعره انطلق فكتب سورة البقرة في صحيفة ؛ ثم أتاه بها ، وقال : أبدلني الله هذه في الإسلام مكان الشعر، فكتب المغيرة بذلك إلى عمر، فأمر أن يزيد عطاءه خمسمائة وكان ألفين . ويمضي الرواة فيزعمون إنه لم يقل في الإسلام إلا بيتا واحدا  ويختلفون فيه
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي      حتى كساني من الإسلام سربالا
     يقول عنه ابن سلام الجمحي : « كان عذب المنطق رقيق حواشي الكلام ، وكان مسلما رجل صدق » وتظهر الروح الإسلامية في كثير من أشعاره ، التي يستشف منها أن الإسلام تغلغل في عقله ووجدانه « فاتجه في أشعاره إلى ربه منيبا إليه ، والوجل يملأ نفسه من يوم الحساب الذي ينتظره ، يقول في قصيدة له:
                  إنما يحفظ التقى الأبـــــرار        وإلــى الله يستقــر القــرار
                 وإلى الله ترجعون وعنـد اللـ         ـه ورد الأمور والإصدار
                 كل شيء أحصى كتابا وعلما       ولديــه تجلــت الأســـرار     
 ويبدو واضحا من الأبيات أن الشاعر يقتبس آيات معينة من القرآن الكريم ، فيوظفها في شعره، إذ في البيت الأول يقتبس قوله تعالى: ﴿ كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام، بينما يقتبس في البيت الثاني قوله تعالى : ﴿ كل نفس ذائقة الموت، أما في البيت الثالث فيقتبس قوله تعالى : ﴿                 أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور
ولا شك أن انطباع الشعر الإسلامي بعديد الخصائص والمميزات الدينية كان أمرا طبيعيا، نتيجة انبهار الشعراء بالأسلوب القرآني وتشبعهم بقيم الإسلام واقتدائهم بتعاليمه السمحة ؛ ولعل مما يسر لهم ذلك كثرة الوعاظ والنساك في صدر الإسلام الذين صاروا « يذيعون في مختلف الأجواء عبير وعظهم ونسكهم ، سواء في المساجد الجامعة أو في مقدمات الجيوش الغازية . وكانوا يحدثون الناس عن البعث والثواب والعقاب ونعيم الجنة وعذاب النار داعين دعوة واسعة إلى تلقوى والزهد في متاع الدنيا . وترامت هذه المواعظ ومن القرآن الكريم وأحاديث الرسول وأقوال الصحابة الأولين أشعة كثيرة نفذت إلى نفوس الشعراء وانعكست في أشعارهم على اختلاف موضوعاتها » [شوقي ضيف، نفسه، ص176-177]
بيد أن تأثر شعر المرحلة بروح العصر الإسلامي لم يقف عند هذا الحد، بل تجازوه إلى ماهو أبعد، بحيث ظهر الغزل العذري الذي كان نتيجة تأثر الشعراء بقيم الطهر والصفاء والبراءة في العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبية التي سعى الإسلام إلى ترسيخها ، والسمو بها إلى درجة القدسية ، فأحاطها بهالة كبيرة من الجلال والوقار، مما جعل الخلفاء والأمراء ينبهون إلى ما ينبغي أن تكون عليه تلك العلاقة. ومما جاء في هذا الإطار ما أورده صاحب كتاب العقد الفريد أن معاوية قال لعبد الرحمن بن الحكم: « يا بن أخي، إنك شهرت بالشعر، فإياك والتشبيب بالنساء، فإنك تغر الشريفة في قومها، والعفيفة في نفسها؛ والهجاءَ فإنك لاتعدو أن تعادي كريما، أو تستثير لئيما؛ ولكن افخر بمآثر قومك، وقل من الأمثال ما توفر به نفسك، وتؤدب به غيرك » [5/281.]
من ثمة ظهرت الشكوى إلى الله في الغزل، واللجوء تضرعا إليه حين يشتد ألم الشاعر ويقوى عذابه في حبه وحرمانه من لقاء محبوبته، وبعد أن تضيق أمامه سبل لقائها، وهو ما نلمسه من قول جميل بثينة:
         إلى الله أشكو لا إلى الناس حبها    ولا بد من شكوى حبيب يروع
         ألا تتقيــن اللــــه فيمــن قتلتـــه     فأمســى إليكم خاشعا يتضـرع
         فيلرب حببني إليها وأعطني ال     مودة منها أنت تعطي وتمنــع
أما عمر بن أبي ربيعة، فقد وظف – بالرغم مما عرف عنه من استهتار بالنساء ومن غزل فاحش-  فكرة العفو والغفران التي رسخها الإسلام ، وذلك في قوله :
            فديتك أطلقي حبلي وجودي     فإن الله ذو عفو غفور
ولم يسلم المديح من الانطباع بطابع إسلامي، بحيث ركز الشعراء فيه خلال هذه المرحلة على إضافة عنصر الفضيلة الدينية في ذكر مناقب الممدوح ؛ ومما وثق هذا الضرب من التصوير في مديح الخلفاء والولاة أن الحكم والدين كانا مرتبطين ارتباطا وثيقا، فأخذ الشعراء يتحدثون عن الصفات الدينية التي يتحلى بها الخلفاء من قبيل التقوى والعدل وإقامة حدود الشرع والذود على     تعاليم الإسلام وقيمه، هذا ما نلاحظه مثلا عند الكميت بن زيد الأسدي في مدحه لآل هاشم :
              نهاركم مكابدة وصــوم       وليلكم صلاة واقتـــراء
             وليتم بالقرآن وبالتزكي       فأسرع فيكم ذاك البلاء 
وبالنسبة للهجاء، فقد سار على النهج نفسه، إذ بالمستوى نفسه الذي كان الشعراء يمدحون به ممدوحيهم بالتزامهم بطريق الحق واتباعهم لتعاليم الإسلام، كانوا يهجون خصومهم بالخروج عنها وعصيانهم لإرادة الحق سبحانه، واصفين إياهم بالفسوق والبغي والطغيان كقول جيري في آل المهلب:
               آل المهلب فرطوا في دينهم    وطغوا كما فعلت ثمود فباروا
 وهذا ما يتضح في شعر الكميت الذي رمى الأمويين يتهم الظلم وانتهاك الحرمات وتعطيل أحكام الدين وإحداث بدع تتنافى مع الكتاب والسنة وذلك في قوله :
              لهم كل عام بدعـــة يحدثونهــــا         أزلوا بها أتباعهم ثم أوحلوا
             كما ابتدع الرهبان ما لم يجيء به        كتاب ولاوحي من الله منزل
             تحـــل دماء المسلميــــن لديهــــم        ويحرم طلع النخلة المتهـدل
وإجمالا، تتحد أبرز خصائص الأدب الإسلامي في جملة عناصر ومميزات، يمكن إجمالها في ما يلي:  
·       إخضاع الموقف الديني للموقف الجمالي.
·       استمداد المعاني والألفاظ الشعرية من حقل ديني (القرآن والحديث) .
·       قيام المعاني الشعرية على الأسس الأخلاقية .
·       توظيف شعراء المرحلة للثنائية التي رسخها الإسلام ، والتي تميز بين : الكفر والأيمان ، الشر والخير ، الحق والضلال .
·       إيمان الشعراء بأنهم أصحاب رسالة وقضية يحملونها، وأن دورهم في الشعر لاينفصل ولا يقل عن دور المدافعين عن الإسلام بالوسائل الأخرى .
·       البعد عن الغزل الفاحش والمعاني الماجنة، وظهور الغزل العفيف .
      
















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق