الثلاثاء، 26 أبريل 2011

شبه الجزيرة واثرها في حضارة العرب

     « ظلت شبه الجزيرة العربية قوة كبرى خلال العصور التاريخية القديمة كلها، تعاصر آشور وبابل ومصر القديمة، ثم بقيت قوة كبرى بعد انحلال هذه الأمم وزوال سلطانها، تعاصر من جديد ملك الإغريق، وإمبراطورية الإسكندر،ثم الرومان وبارثيا وبيزنطة.

      وكانت تقوم في وسط هذه الدول جميعها، وعلى أطرافها جميعها، في مأمن  من حصانتها الطبيعية، كالصخرة الشماء(...)كانت دائما بادئة بالهجوم، فإذا جاء وقت الهجوم عليها وقف عند أطرافها، وانحاز أبناؤها من قبلها إلى حصن أمين لم يخن أهله يوما. ولذلك اشتهر العرب بين الأمم القديمة بأنهم الأمة التي لم تُدَنِّسْ أرضَها قدم فاتح، ولم تنكسف في يوم على التاريخ شمس حريتها، يقول ديودور الصقلي: « ولما كان العرب القاطنون في هذه البلاد لا يُنالون في حرب، فقد ظلوا أحرارا أبدا، لا يستعبدهم مستبد، وأكثر من ذلك أنهم لا يقبلون قط رجلا أجنبيا عنهم سيدا، وهم لا يزالون يحتفظون بحرية لا تشوبها شائبة. فلم يقدر على استعبادهم آشوريو الزمان القديم، ولا ملوك ميديا ولا الفرس، ولا ملوك مقدونيا. ومع أن هذه الأمم قد جردت عليهم جيوشا جرارة فإنها جميعا عجزت عن تحقيق غايتها»
ديور الصقلي(الكتاب الثاني، ص48.)»                     
                البهبيتي: تاريخ الشعر العربي، 8-9.


    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق